فصل: (سورة البقرة: آية 156):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.[سورة البقرة: آية 155]:

{وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشيء مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَراتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155)}.

.الإعراب:

الواو استئنافيّة اللام رابطة لجواب قسم مقدّر نبلونّ مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ رفع.. والنون نون التوكيد والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن للتعظيم وكم ضمير مفعول به {بشيء} جارّ ومجرور متعلّق بنبلونّ، {من الخوف} جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت لشيء {الجوع} معطوف على الخوف بالواو مجرور مثله {نقص} معطوفة على شيء بالواو مجرور مثله {من الأموال} جارّ ومجرور متعلّق بنقص، {الأنفس} {الثمرات} اسمان معطوفان على الأموال بحرفي العطف مجروران مثله الواو استئنافيّة {بشّر} فعل أمر والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت {الصابرين} مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء.
جملة: {نبلونكم} لا محلّ لها جواب قسم مقدّر.
وجملة: {بشّر الصابرين} لا محلّ لها استئنافيّة.

.الصرف:

{الجوع} مصدر سماعيّ لفعل جاع الثلاثيّ وزنه فعل بضم فسكون.
{نقص} مصدر سماعيّ لفعل نقص ينقص باب نصر وزنه فعل بفتح فسكون.
{الأموال} جمع المال، اسم لما يملك من كلّ شيء، وزنه فعل بفتح فسكون، والألف فيه منقلبة عن واو.

.[سورة البقرة: آية 156]:

{الَّذِينَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ (156)}.

.الإعراب:

{الذين} اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب نعت للصابرين، {إذا} ظرف للمستقبل يتضمّن معنى الشرط متعلّق بالجواب أصاب فعل ماض والتاء للتأنيث وهم ضمير مفعول به {مصيبة} فعل مرفوع {قالوا} فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل إنّ حرف مشبّه بالفعل ونا ضمير اسم إنّ {للّه} جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر إنّ الواو عاطفة {إنّا} مثل الأول إلى حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب {راجعون} وهو خبر إنّ مرفوع وعلامة الرفع الواو.
جملة الشرط وفعل الشرط وجوابه لا محلّ لها صلة الموصول.
وجملة: {أصابتهم} في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: {قالوا} لا محل لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: {إنّا للّه} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {إنّا إليه راجعون} في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.

.الصرف:

أصاب، فيه إعلال بالقلب أصله أصوبتهم بفتح الواو، نقلت حركة الواو إلى الصاد قبلها ثم قلبت الواو ألفا لانفتاح ما قبلها وتحرّكها في الأصل.
{مصيبة} اسم لكلّ مكروه على وزن اسم الفاعل من أصاب، وفيه إعلال بالقلب لأن أصله مصوبة بضمّ الميم وكسر الواو، ثمّ نقلت حركة الواو إلى الصاد قبلها، فلما جاءت الواو ساكنة بعد كسر قلبت ياء، جمعه مصائب ومصاوب.
{راجعون} جمع راجع، اسم فاعل من رجع الثلاثيّ على وزن فاعل.

.[سورة البقرة: آية 157]:

{أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157)}.

.الإعراب:

أولاء اسم إشارة في محلّ رفع مبتدأ والكاف حرف خطاب على حرف جرّ وهم ضمير متصل في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم {صلوات} مبتدأ مؤخّر مرفوع من ربّ جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت لصلوات وهم مضاف إليه {رحمة} معطوف على صلوات بالواو مرفوع مثله الواو عاطفة {أولئك} مثل الأول {هم} ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ {المهتدون} خبر المبتدأ هم مرفوع وعلامة الرفع الواو.
جملة: {أولئك عليهم صلوات} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {عليهم صلوات} في محلّ رفع خبر المبتدأ {أولئك}.
وجملة: {أولئك هم المهتدون} لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: {هم المهتدون} في محل رفع خبر المبتدأ {أولئك} الثاني.

.الفوائد:

1- لابد من وقفة أمام هذه التعبئة للنفوس، التعبئة في مواجهة المشقة والجهد والاستشهاد والقتل والجوع والخوف ونقص الأموال والأنفس والثمرات فما ذا وعدهم اللّه لقاء ذلك؟ وعدهم بقوله: {أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ}.
عن خبّاب بن الأرت: قال: شكونا إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وهو متوسد بردة في ظل الكعبة فقلنا: ألا تستنصر لنا؟ ألا تدعو لنا؟ فقال: «قد كان من قبلكم يؤخذ الرجل فيحفر له في الأرض فيجعل فيها ثم يؤتى بالمنشار فيوضع على رأسه فيجعل نصفين، ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه وعظمه، ما يصدّه ذلك عن دينه. واللّه ليتمّنّ اللّه تعالى هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضر موت فلا يخاف إلا اللّه، والذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون».
2- {أُولئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ}.
في إعراب {هم} وجهان: الأول إنها مبتدأ والمهتدون خبر والجملة في محل رفع خبر ل {أولئك} الثاني إنها ضمير فصل لا محل له من الاعراب وعليه يكون {المهتدون} خبرا ل {أولئك}. وعندي أن الوجه الأول أكثر استساغة من الثاني.

.[سورة البقرة: آية 158]:

{إِنَّ الصَّفا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُناحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِما وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شاكِرٌ عَلِيمٌ (158)}.

.الإعراب:

{إنّ} حرف مشبّه بالفعل للتوكيد {الصفا} اسم إنّ منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف وفي الكلام حذف مضاف أي. إنّ سعي الصفا {المروة} معطوف على الصفا بالواو تبعه في النصب {من شعائر} جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر إنّ {اللّه} مضاف إليه مجرور الفاء استئنافيّة من اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ {حجّ} فعل ماض مبنيّ على الفتح في محلّ جزم فعل الشرط، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو {البيت} مفعول به منصوب {أو} حرف عطف للإباحة {اعتمر} فعل ماض والفاعل هو الفاء رابطة لجواب الشرط لا نافية للجنس {جناح} اسم لا مبنيّ على الفتح في محلّ نصب على حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر لا، {أن} حرف مصدريّ ونصب {يطّوّف} مضارع منصوب والفاعل ضمير مستتر تقديره هو الباء حرف جرّ وهما ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق بيطّوّف.
والمصدر المؤوّل {أن يطّوّف} في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف أي في التطوّف بهما، والجارّ والمجرور متعلّق بالخبر المحذوف.
الواو عاطفة {من} اسم شرط جازم في محلّ رفع مبتدأ، {تطوّع} فعل ماض في محلّ جزم فعل الشرط والفاعل ضمير مستتر تقديره هو {خيرا} مفعول به منصوب، الفاء رابطة لجواب الشرط إنّ حرف مشبّه بالفعل للتوكيد {اللّه} اسم إنّ منصوب {شاكر} خبر إنّ مرفوع {عليم} خبر ثان مرفوع.
جملة: {إنّ الصفا} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {من حجّ} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {حجّ البيت} في محلّ رفع خبر المبتدأ من.
وجملة: {اعتمر} في محلّ رفع معطوفة على جملة حجّ.
وجملة: {لا جناح عليه} في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: {من تطوّع} لا محلّ لها معطوفة على جملة من حجّ.
وجملة: {إنّ اللّه شاكر} في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.

.الصرف:

{الصفا} الألف منقلبة عن واو بإعلال القلب لأن المثنّى صفوان بفتح الصاد والفاء، جاءت الواو في الصفو متحرّكة بعد فتح قلبت ألفا. وهو مع واحده صفاة.
{المروة} اسم للحجارة اللينة أو الصلبة، وزنه فعلة بفتح فسكون، وهنا اسم لمكان موجود في مكة.
{شعائر} مفرده شعيرة وأصله شعائر، فيه قلب الياء همزة بعد الألف الساكنة.
{يطّوّف} أصله يتطوّف، اقترب مخرج التاء من مخرج الطاء فقلبت التاء طاء لتخفيف ثقل اللفظ، وأدغمت الطاءان بعد تسكين الأولى للإدغام فقيل يطّوّف، وزنه يتفعّل.
{جناح} مصدر سماعيّ من فعل جنّح الرباعيّ وزنه فعال بضمّ الفاء بمعنى الإثم.. أو هو اسم مصدر للفعل الرباعي.
{شاكر} اسم فاعل من شكر الثلاثيّ، وزنه فاعل.

.الفوائد:

1- الصفا والمروة جبلان بمكة يقعان على طرفي المسعى وفي قصص القرآن أن هاجر أمّ إسماعيل عند ما وضعت ولدها وأصابها وإياه الظمأ شرعت تعدو بين هذين الجبلين مستغيثة تبحث عن الماء وأخيرا عادت فوجدت الماء وقد تفجر بين قدمي طفلها إسماعيل. ومنذئذ أصبح السعي بين الصفا والمروة من شعائر اللّه ومن مناسك الحج.
2- {مِنْ شَعائِرِ} جار ومجرور متعلقان بخبر محذوف وهذا رأي سيبويه وقد ذهب الكسائي إلى أن الجار والمجرور هما الخبر وليس لنا حاجة للتقدير وهذا رأي وجيه لأنه سهل المتناول قليل التكلّف.

.[سورة البقرة: آية 159]:

{إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ما أَنْزَلْنا مِنَ الْبَيِّناتِ وَالْهُدى مِنْ بَعْدِ ما بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتابِ أُولئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاَّعِنُونَ (159)}.

.الإعراب:

{إنّ} حرف مشبّه بالفعل {الذين} اسم موصول في محلّ نصب اسم إنّ {يكتمون} فعل مضارع مرفوع.. والواو فاعل {ما} اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به {أنزلنا} فعل ماض وفاعل، ومفعوله محذوف أي أنزلناه {من البيّنات} جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من مفعول أنزلنا الواو عاطفة {الهدى} معطوف على البينات مجرور مثله وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة {من بعد} جارّ ومجرور متعلّق ب {يكتمون} {ما} حرف مصدري بيّنا مثل أنزلنا والهاء مفعول به والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن {للناس} جارّ ومجرور متعلّق ببيّنا.
والمصدر المؤوّل {ما بيّناه} في محلّ جرّ مضاف إليه.
في الكتاب جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من مفعول بيّناه.
أو ببيّنا، أولاء اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ والكاف حرف خطاب يلعن مضارع مرفوع وهم متّصل مفعول به {اللّه} لفظ الجلالة فاعل مرفوع الواو عاطفة {يلعنهم} مثل الأول {اللاعنون} فاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو.
جملة: {إنّ الذين يكتمون} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {يكتمون} لا محلّ لها صلة الموصول {الذين}.
وجملة: {أنزلنا} لا محلّ لها صلة الموصول {ما}.
وجملة: {بيّنّاه} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي أو الاسمي.
وجملة: {أولئك يلعنهم اللّه} في محل رفع خبر إنّ.
وجملة: {يلعنهم اللّه} في محلّ رفع خبر المبتدأ {أولئك}.
وجملة: {يلعنهم اللاعنون} في محلّ رفع معطوفة على جملة يلعنهم اللّه.

.الصرف:

{اللاعنون} جمع اللاعن اسم فاعل من لعن الثلاثيّ وزنه فاعل.

.البلاغة:

1- {يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ} أي يطردهم ويبعدهم من رحمته والالتفات إلى الغيبة بإظهار اسم الذات الجامع للصفات لتربية المهابة وإدخال الروعة والإشعار بأن مبدأ صدور اللعن عنه سبحانه هو صفة الجلال المغايرة لمبدأ الانزال والتبيين من وصف الجمال والرحمة.
2- وقد كرر ذكر اللعن، والغاية منه التأكيد في الذم.

.[سورة البقرة: آية 160]:

{إِلاَّ الَّذِينَ تابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (160)}.

.الإعراب:

{إلا} أداة استثناء {الذين} اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب على الاستثناء {تابوا} فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل الواو عاطفة {أصلحوا} مثل تابوا الواو عاطفة {بيّنوا} مثل تابوا الفاء تعليليّة أولاء اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ والكاف حرف خطاب {أتوب} مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا على حرف جرّ وهم ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق ب {أتوب} الواو حاليّة أو استئنافيّة {أنا} ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ {التوّاب} خبر مرفوع {الرحيم} خبر ثان مرفوع.
جملة: {تابوا} لا محلّ لها صلة الموصول {الذين}.
وجملة: {أصلحوا} لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: {بينو} لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: {أولئك أتوب} لا محلّ لها استئناف بيانيّ أو تعليليّة.
وجملة: {أتوب عليهم} في محلّ رفع خبر المبتدأ {أولئك}.
وجملة: {انا التوّاب} لا محل لها استئنافيّة أو في محلّ نصب حال.

.الصرف:

{تابوا} فيه أعلال بالقلب، الألف أصلها واو، مضارعه يتوب، وأصله توبوا بفتح الواو، تحرّكت الواو وانفتح ما قبلها قلبت ألفا انظر الآية 37 من هذه السورة.